قاعدة الواحد، السر الذي يعتمد عليه كبار الكتّاب والمسوقين لصياغة رسائل تجذب وتقنع وتحول قرائها إلى عملاء مخلصين.
في هذا المقال سأكشف لك كيف يمكن أن توظف قاعدة الواحد في نصوصك لتحولها إلى أداة فعالة تحقق من خلالها أهدافك.
ما هي قاعدة الواحد؟
تنص قاعدة الواحد على أنه للحصول على أقوى نسخة يجب على الكاتب التركيز على فكرة واحدة كبيرة، وعميل واحد، وفائدة أساسية واحدة، وعاطفة أساسية واحدة، ودعوة واحدة لاتخاذ إجراء.
إن مفهوم قاعدة الواحد مفهوم قديم ومعروف في عالم الإعلانات، حيث قد تم تداوله وتناقله على مدى عقود عديدة من قبل من مؤلفي الإعلانات البارزين من جون كابلز إلى ديفيد أوجيلفي وغيرهم.
وفي الواقع هي قاعدة بسيطة، ولكن لها كفاءة عالية ونتائج مذهلة.
ما أهمية قاعدة الواحد؟
عندما تقدم للقراء الكثير من الأفكار المختلفة دفعة واحدة ستتركهم في حيرة من أمرهم، سيشعرون بالإجهاد والأسوأ من ذلك: أنك ستخسرهم -في نهاية المطاف- كقراء مخلصين.
ومن هنا يأتي دور قاعدة الواحد حيث ستجعل الكتابة أكثر سهولة وتنظيمًا لأنك تعرف بالضبط من ستخاطب، ولماذا، وكيف، وهذه أسباب كافية لزيادة تأثير الكتابة.
أما بالنسبة للقارئ فإنها تعزز عنده التركيز، وبالتالي ستضمن وصول رسالتك بشكل بسيط وواضح.
كيف تطبق قاعدة الواحد في الكتابة؟
فكرة واحدة:
حدد فكرة واحدة كبيرة بحيث تركز على مفهوم واحد يجب على القارئ أن يفهمه بسرعة وسهولة.
عندما تقرر كتابة نصك لا تنطلق من اللحظة الحالية بل فكر أولا في ما تريد إيصاله للقارئ، حدد النهاية التي تريد الوصول إليها في ذهنك من البداية، فهذا التوجه سيساعدك على توجيه أفكارك بفعالية، واختيار كلماتك بدقة، سواء كنت تسعى لإقناع القارئ، إلهامه، أو إيصال رسالة معينة له، فإن وضوح الهدف سيجعل الكتابة أكثر تركيزًا وفعالية.
على سبيل المثال:
قبل أن أبدأ كتابة هذا المقال قررت أن أقنعك بتطبيق فكرة قاعدة الواحد دائمًا في كتاباتك.
عميل واحد:
قد نرغب أحيانا في كتابة نص طويل وعام في محاولة لجذب المزيد من العملاء، وقد نبالغ في التحدث للجمهور عن خدماتنا ونشرح لهم مدى أهميتها وما إلى ذلك طوال الوقت، ولكن ولسوء الحظ فإن هذه الاستراتيجية تأتي بنتائج عكسية في الغالب.
بدلا من ذلك ركز على شخصية واحدة محددة قبل الكتابة، اعرف مشاكله، احتياجاته، أهدافه… ويمكن ذلك من خلال إنشاء نموذج شخصية المشتري. فكل شيء يتعلق بالنتائج يبدأ من حل مشاكل هذا العميل، ومن هنا تبنى الثقة.
في هذا المقال مثلا أخاطب كاتب محتوى مجتهد يسعى لتحقيق نتائج ملموسة من خلال نصوصه.
"عندما تحاول التحدث إلى الجميع لن يسمعك أحد."
-سيث جودين
فائدة واحدة:
من خلال تحديد الفائدة الأساسية يمكنك إنشاء رسالة أكثر تأثيرًا، وتتوافق بشكل أقوى مع اهتمام الشخص المستهدف.
يكون النص أكثر فعالية عندما يركز على فائدة رئيسية واحدة.
وللمزيد من التوضيح نجد أن الفائدة الأساسية من هذا النص هي تحسين فعالية الكتابة للحصول على نتائج أفضل سواء في التفاعل أو المبيعات.
عاطفة واحدة:
لإنشاء رسائل تستجيب فعلا لاحتياجات القارئ ورغباته العميقة عليك الاستفادة من توظيف أحد المشاعر الأساسية عند جمهورك.
ولكن كيف تعرف ما هو الشعور المناسب؟
فكر في وقتٍ كنت تعاني فيه من نفس المشكلة تمامًا، ما هو الشعور الرئيسي الذي كان يسيطر عليك؟
هل كان الخوف؟
الإحباط؟
الشك؟
هذا هو الشعور الذي يجب أن تركز عليه في رسالتك، ليس فقط لجعل القارئ يشعر بهذا الشعور، ولكن أيضًا كيف سيشعر عندما يتخلص منه أخيرًا.
على سبيل المثال:
في هذا النص كانت العاطفة الواحدة هي الثقة، كان هدفي من كتابة هذا النص هو أن يشعر الكاتب بالثقة في قدرته على تحقيق نتائج ملموسة من كتاباته، والتخلص من شعور الشك.
دعوة واحدة لاتخاذ إجراء:
جرب قاعدة الواحد في كتاباتك، ركز على فكرة واحدة، وقارئ واحد، وفائدة واحدة، وعاطفة واحدة، ودعوة واحدة، وراقب كيف يتغير تأثير نصوصك للأفضل.
هكذا فقط وبكل بساطة.
رؤى إضافية:
احذف بلا تردد
عندما تبدأ بالتحرير اسأل نفسك باستمرار:
هل هذه الجملة أو الفقرة لها علاقة بفكرتي الرئيسة؟
إذا كانت الإجابة بنعم، لا تحذفها.
وإذا كانت الإجابة بلا، فلا تتردد بحذفها.
احتفظ بالأفكار الجديدة للمستقبل
عندما تبدأ بالكتابة حول موضوع معين ستلاحظ توالد عشرات الأفكار بسهولة، ولكن تذكر أن كل ما يمكنك حذفه يمكن أن يصبح موضوعًا جديدًا. فقط احتفظ بالأفكار الجديدة، وركز في كل مرة على فكرة واحدة، وبهذه الطريقة لن ينفد المحتوى عندك أبًدا.
نجاح نصوصك يبدأ بالتركيز، وهنا تكمن قوة قاعدة الواحد، فعندما تتحدث مباشرة إلى احتياجات جمهورك ستحول القراء إلى متابعين مخلصين يتطلعون دائما لما تقدمه.
"لا تحاول إرضاء الجميع؛ فالشخص الذي توجه له الرسالة هو فقط من سيشعر بالقيمة الحقيقية."
-دونالد ميلر